يُطلق العامَّة وبعض الخاصَّة لفظ «الضَّلال» في غالب الأحيان على مَن ابتعد عن الدِّين، ويجعلون من ذلك اللفظ وصفًا ملازمًا له ما دام على هذه الحال، وكأنَّ «الضَّلال» لم يوضَع إلا لهذا الوصف، وهذا المعنى، فأصبح مقيَّدًا في الاستعمال على هذا الوجه خاصَّة.
لقد وصلتِ الأمَّة إلى حالة أصبح فيها إزهاق النَّفس البشريَّة ضربًا من اللَّهو، أو نوعًا من التَّرف الدُّنيويّ، وتعلو الأصوات بالتَّكبير والتَّهليل عليها، وكأنَّ فتحًا عظيمًا قد جنته الأمَّة في ذلك، متستِّرين بالدِّين، في محاولة لاستغلال العاطفة البشريَّة التي جُبلتْ على التَّعلُّق بخالقها وبارئها، وهو ما درج عليه السَّاسة العرب خاصَّة من أجل التّمسُّك بالسُّلطة، وإخضاع الشُّعوب تحت مسمَّى «الدِّين».
بدأت نقطة التَّحوِّل، وبداية البحث العلميّ المتجَرِّد عندما وقعتُ على قول للعالم المفسِّر أبي حيَّان الأندلسيّ المتوفَّى سنة 745هـ، في كتابه الكبير «البحر المحيط»، وكنت حينها أحقِّقُ جزءًا منه لنيل درجة «الماجستير» في «اللغة العربيَّة» في «جامعة دمشق»، يصف في قوله الشيخ «محيي الدِّين بن عربي»
حقوق النشر © 1401 رسالة الإصلاح. جميع حقوق الموقع محفوظة. التصميم والتطوير لشركة روبال للبرمجة